"هروب من الواقع": أخصائية نفسية تشرح أسباب إلقاء اللوم على ضحايا الاغتصاب

Victim blaming

القاء اللوم على ضحية الاغتصاب يعود إلى قناعة الشخص بأن المجتمع آمن وما يحدث من تحرش واغتصاب ليس سوى حوادث فردية. Source: Pixabay

ادعت امرأة رابعة تعرضها للتحرش من قبل نفس الموظف البرلماني الذي زعمت ثلاث نساء أخريات أنه اعتدى عليهن.


قدمت امرأة رابعة افادة للشرطة في العاصمة كانبرا، زعمت فيها تعرضها للتحرش على يد رجل بات اليوم في قلب فضيحة سياسية كبرى هزت أروقة البرلمان الفدرالية، بعدما زعمت الموظفة البرلمانية بريتني هيغينز تعرضها للاغتصاب في مكتب السناتور ليندا رينولدزفي 2019 على يد نفس الرجل وفق ادعائها.

كما أفصحت امرأتان أخريان - موظفة أحرارية ومتطوعة سابقة في الائتلاف – عن ادعاءات مشابهة في حديث لصحيفة الأستراليان، حيث زعمتا أيضاً تعرضهما للتحرش الجنسي من قبل نفس الموظف في 2016 و 2020.

وتفاعل الأستراليون مع القضية بشكل كبير وفُتحت نقاشات حادة حول ضرورة تدخل الحكومة لا وبل رئيس الوزراء سكوت موريسون نفسه لاتخاذ خطوات من شأنها منح المرأة الشعور بالأمان في مكان العمل ولا سيما في البرلمان الفدرالي.

وعلى الجانب الآخر، عمد آخرون إلى التشكيك في رواية النساء الأربعة بسبب تأخرهن في التبليغ عن الحوادث المزعومة فيما يعرف بمفهوم "إلقاء اللوم على الضحية" أو victim blaming. وقالت المستشارة النفسية هند صعب لأس بي أس عربي24 ان الاعتداء الجنسي "يسبب صدمة نفسية أغلب الضحايا لا يستطيعون تجاوزها بسبب أثرها العميق."
Liberal Staffer Brittany Higgins.
Ex-Liberal staffer Brittany Higgins (left) with Prime Minister Scott Morrison Source: SBS News
وتابعت صعب قائلة: "المراحل التي تمر بها ضحية الاغتصاب تشبه تلك التي يمر بها من عانى من حالة فقد، تبدأ بالصدمة وبعد ذلك تأنيب النفس والشك بالذات وصولاً الى الاعتراف بما حدث. ضحايا الاغتصاب يعانون من تخبط نفسي ومعنوي عميق الأثر."

وشرحت الأخصائية النفسية الأسباب التي تدفع بالضحية إلى التأخر في طلب المساعدة أو تبليغ الجهات المختصة: "العيب ووصمة العار والاحكام المسبقة وربما عدم تصديق الآخرين، كلها عوامل تلعب دوراً في صمت الضحية. الشعور بالذل والاهانة والتعامل مع الخسائر الاجتماعية وربما الخوف من خسارة العمل عوامل أيضاً تسهم في تردد الضحية في الحديث علناً عما ألم به\ا.

لماذا نلقِ باللوم على الضحية؟

قالت المستشارة النفسية هند صعب ان الناس في كثير من الأحيان يفكرون في الكيفية التي ساهمت فيها الضحية في وقوع ما حدث وكيف كان بإمكانه\ا تجنب وقوع التحرش أو الاغتصاب.

وأضافت صعب: "لدى الكثيرين استعداد لإصدار الحكم مسبقاً على الضحية ويسألون: لماذا كانت ترتدي هذه الملابس؟ لماذا تواجدت في ذلك المكان؟ وقد يذهب البعض أبعد من ذلك ويقول: لماذا تعمل هذه المرأة؟"
أما على الصعيد النفسي، فمن السهل أن يلقي الشخص باللوم على الضحية هرباً من مواجهة الواقع وفق ما قالت الأخصائية: "نريد أن نشعر بأن بيئتنا آمنة وخالية من المخاطر. لا نريد أن نقتنع أو نعترف بأن الخطر موجود والاعتداءات موجودة. الأسل أن نحصر حوادث كهذه بالشخص ونعتبرها حوادث فردية لا تمثل الواقع."

استمعوا إلى المقابلة مع الأخصائية النفسية هند صعب في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه. 


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand